وصلني سؤال من امرأة تحدّثت فيه عن شعور غريب اختلط فيه التحرر بالدهشة، وحتى الذنب. تقول إنها فوجئت بشعور راحة داخلية بعد أن علمت بوفاة زوجة طليقها. لم تكن تتمنى لها السوء، ولم تحمل تجاهها أي حقد أو رغبة بالانتقام. على العكس، حزنت على رحيلها المفاجئ. لكنها، مع ذلك، شعرت بتحرر عميق، وكأن شيئًا ثقيلاً أُزيح عن صدرها.

 

هذا النوع من المشاعر لا يمكن اختزاله بالحكم الأخلاقي أو التحليل السطحي. ما حدث ليس مجرد مصادفة في الحياة، بل هو تعبير عن حركة أعمق بكثير: حركة الطاقة، ومسار استعادة التوازن.

حين ترتبط امرأة برجل سبق أن كان متزوجًا، وخصوصًا حين يحدث ذلك في ظروف تنطوي على ألم أو انكسار للطرف الآخر، فإن ما يحدث ليس مجرد “ارتباط جديد”، بل غالبًا ما يكون هناك كسر في النظام الروحي غير المرئي. هناك شيء ما يُنتزع دون حق. شيء لا يُبنى على الضوء أو النية الصافية. وهذا لا يعني أن أحدهم “سيُعاقب”، بل أن الحياة بطبيعتها تسعى دومًا لإعادة الأمور إلى توازنها الأصلي، بأشكال لا نتوقعها.

المرأة التي طرحت السؤال، كانت قد أنهت قصتها مع طليقها منذ زمن. سامحت، ونضجت، وبنت نفسها من جديد. لكنها كانت تحمل في داخلها أثرًا لطاقة غير مكتملة. ومع هذا الحدث، لم تُنتقم، بل تحررت. تحررت من دورة ظلّت مفتوحة رغم كل محاولات الإغلاق.

 الراحة التي شعرت بها لم تكن ناتجة عن شماتة، بل عن نهاية غير معلنة لمسار غير مرئي. وكأن الحياة همست لها: “انتهى، يمكنك أن تمضي بسلام.”

أحيانًا، لا نفهم ما نشعر به تمامًا. لكن أرواحنا تعرف. تعرف متى تُغلق الدائرة، ومتى يعود الحق في صمت، ومتى نُردّ إلى جوهرنا بلطف.