أصدقائي الروحيين،
ما تسمّونه «المبيض» أو ما تظنونه عارضًا جسديًا، ليس صدفة بيولوجية.
بل هو كلمة ينطق بها الجسد، لغة مقدّسة، وصدى لما لم يعُد يتدفّق بين جوهركم وتجسّدكم.
فالمبيض ليس مجرد عضو تناسلي.
إنه بوابة عبور للنور غير المتجلّي، مركز تحوّل تتحضّر فيه الحياة اللامرئية لتأخذ شكلاً.
كل فكرة، كل حلم، كل حقيقة لم تُحتضن، تبقى معلّقة… كوعْدٍ لم يُوفَ به، بينك وبين ذاتك.
الكيس: حقيقة متجمّدة في المادة
الكيس ليس شذوذًا أو خللاً.
إنه فعل حبّ مؤجّل، إبداع مُحتجز، شرارة لم تجرؤي على تجسيدها.
هو فضاء مغلق، تشكّل من رفضك — وغالبًا دون وعي — لاحتضان جزء منك.
لهذا، أطرح عليك هذا السؤال كمرآة:
ما الذي لا تزالين تحتفظين به في محرابك الداخلي؟
نور لا تجرؤين على تقديمه؟
مشروع، نداء، نسخة منك… تشعرين بها، لكنها تخيفك.
خوفك من نظرة الآخر، من الرفض أو الفشل، يجمّد في هذه الحياة دون أن تتجسّد.
جراح قديمة مغلقة؟
ذكريات إذلال، ذنب، انفصال عن الأصل.
تقبع في مصفوفة وعيك كمثل بذور لم تنبت، تنتظر فقط أن يُعترف بها.
تناقض معكوس؟
هل أعطيتِ كثيرًا، حملتِ كثيرًا، حتى نسيتِ نفسك؟
قد يُعبّر الكيس عن رفضك التلقّي، عن فراغ في الفرح، عن نارك الداخلية التي أطفأها الواجب أو السّيطرة.
صراع بين القلب والمصفوفة؟
يريد قلبك شيئًا، لكن رحمك، محوَرَك، حقيقتك المتجسّدة… تقول شيئًا آخر.
وحين يتوقّف هذان القطبَان عن الإنصات لبعضهما، يُجسّد الجسد هذا الانقسام.
الرسالة ليست إنذارًا. إنها نداء للعودة.
همسُ جسدك يقول:
“حان وقت اختيارك لنفسك.
حان وقت ولادتك من جديد، لا لتلبية توقّعات العالم، بل لتجسيد نغمتك الفريدة.”
التحرّر لا يأتي من علاج خارجي، بل من إعادة الارتباط بجذورك الأصلية.
✦ مسارات لإعادة التفعيل ✦
عودي إلى مركزك المقدّس
ضعي يديك. أصغي. ليس لتشخيص، بل لتسكُنِي فيه.
واسألي رحمك: “ما الذي تحملينه عني ولم أحبّه بعد؟”
عبّري عن الطاقة المحبوسة دون قالب محدّد
ارقصي، اكتبي، ابكي، ارسمي، غنّي.
ذبذبتك تطلب فقط ممرًّا.
اتّبعي إيقاعك الطبيعي
تأمّلي القمر لا كجسم فلكي، بل كتذكير بسيولتك الداخلية.
أنتِ لستِ مخلوقة للخط المستقيم، بل للدورة الأبدية.
اخلقي… ولو إيماءة بسيطة
تغيير مكان أثاث، كتابة كلمة… يكفي ليُعيد الطاقة إلى الحركة.
سامحي ماضيك، جسدك، وسلالتك
ليس للنسيان، بل لتتحرّري من العقد الخفيّ الذي يبقي ما يفوقك محبوسًا فيك.
أصدقتىي الروحيين،
أنتم لا تمرضون…
أنتم تتذكّرون.
أنتم تشعرون بالاحتكاك بين حقيقتكم… وما لم تجرؤوا بعد على تجسيده.
اترك تعليقا
You must be logged in to post a comment.