في كل عام، ومع اقتراب موعد الفحوصات الطبية الدورية، تجد الكثير من النساء أنفسهن أمام سؤال لا يخلو من القلق:
هل يجب أن أخضع لتصوير الثدي الشعاعي (الماموغرافي)؟
بين صوت الطبيب، وصوت الخوف، وصوت الحدس الداخلي… قد تضيع الحقيقة.
هذا المقال لا يهدف إلى تقديم حكم طبي، بل إلى فتح باب الوعي، والتساؤل العميق:
ما الدافع الحقيقي وراء فحوصاتنا؟
هل نقوم بها لأننا نؤمن بالحياة، أم لأننا نخاف منها؟
سؤال من صديقة روحية تجيب عليه الدكتورة ندى رشيد بعمق.
هل يجب أن أخضع لتصوير الثدي الشعاعي (الماموغرافي) كل عام؟ أنا خائفة من التعرض للإشعاع، وأشعر بالقلق من اكتشاف أمراض خفية.
من الطبيعي أن يراودك هذا النوع من الأسئلة خلال الفحوصات الطبية الدورية، خصوصاً عندما يُطلب منك الخضوع لتصوير الثدي الشعاعي. بعض النساء يشعرن بالقلق من التعرض للإشعاع، أو من احتمال اكتشاف أمراض لا تظهر أعراضها بوضوح.
لكن الأهم من أي فحص هو أن تتصالح المرأة مع فكرة العناية بجسدها من منطلق حب وثقة، وليس من منطلق الخوف.
هل الخوف من المرض يمكن أن يؤدي إلى المرض نفسه؟
الخوف له تأثير قوي على الجسد والنفس. عندما نخاف من شيء، نمنحه طاقة، ونفتح له الباب. العقل حين يخاف، يظن أنه يحمي نفسه، لكنه في الواقع يُركز على الشيء الذي لا يريده، مما يجذبه إليه.
الوقاية مهمة، نعم، ولكن إذا أصبحت جزءاً من طقس دوري يغذيه القلق والتوقع السلبي، فإنها تتحول إلى نوع من الإيمان الخفي بالمرض.
هل يعني هذا أنني لا يجب أن أخضع للفحوصات؟
ليس المقصود التوقف عن الفحص، بل تغيير النية والطاقة خلفه. إذا شعرتِ بأنك فعلاً بحاجة إلى إجراء فحص، فافعليه بثقة، لا بخوف. لا تجعلي القلق هو المحرّك.
الإيمان بجسدك، بذكائه الفطري، وبأن الحياة تعمل دائماً لصالحك، هو أساس الصحة الحقيقية. الفحص يصبح وسيلة دعم، لا وسيلة تشكيك.
هل الماموغرافي فعلاً ضروري؟
وجهات النظر تختلف. هناك من يرى أن الماموغرافي وسيلة طبية ضرورية، وهناك من يشكك في جدواه السنوي، ويراه وسيلة تزيد من التوتر والارتياب.
بعض النساء يؤمنّ بأنه يُستخدم ضمن منظومة تغذّي الخوف، وتضع الإنسان في حالة ترقب دائم للمرض.
وفي المقابل، الطب الحديث يرى أنه أداة للكشف المبكر وإنقاذ الحياة.
ما التوازن المطلوب إذن؟
الوعي. أن تتخذي قراراتك من منطلق وعي داخلي وثقة في نفسك، وليس استجابة أوتوماتيكية للخوف.
إن شعرتِ أن هذا الفحص مفيد لكِ، فأجريه وأنتِ مطمئنة. وإن شعرتِ أنه لا يتماشى مع قناعاتك، فاستبدليه بطريقة فحص أخرى ترتاحين لها، أو راجعي طبيباً تثقين به لمناقشة الخيارات.
وأخيراً، ما الرسالة الأساسية هنا؟
أنتِ الحياة. والحياة لا تُراقب بالخوف، بل تُحتَرم وتُصغى إليها وتُحَب.
افعلي ما يطمئنكِ من دون أن تمنحي الخوف مكان القيادة. هو وهم، وأنتِ الحقيقة.
اترك تعليقا
You must be logged in to post a comment.