كثيرًا ما يُطرح عليّ هذا السؤال:
“كيف يمكنني أن أحمي نفسي من السحر الأسود؟”
وفي كل مرة، أشعر بنفس الشيء: توتر، خوف، وإحساس بالعجز أمام قوى خارجية.
لكن اليوم، أود دعوتكم إلى رؤية الأمور بشكل مختلف.
إلى التجرؤ على طرح سؤال جديد:
وماذا لو كان ما نسميه “السحر الأسود” مجرد وهم؟
لا توجد أي قوة خارجية يمكنها أن تؤذينا حقًا دون وجود تردد داخلي يسمح بذلك.
ما نسميه بـ”هجوم”، أو “كيان”، أو “سحر أسود”، هو في الغالب إسقاطٌ لعالم داخلي غير متوازن، أو انهيار في الحقل العصبي الكهربائي، أو وعي منفصل مؤقتًا عن مصدره الأصلي.
الدماغ البشري يعمل كمولّد للواقع.
يُنتج حقلًا عصبيًا كهربائيًا يسمح لنا بإدراك العالم من حولنا بشكل ثابت ومنسجم.
ولكن عندما ينخفض هذا الحقل بسبب الخوف، أو الغضب، أو الحزن العميق، أو الاعتقاد بأننا ضحايا، يدخل الدماغ في ما يمكن أن نُسميه “المرحلة الوهمية”.
في هذه المرحلة، تصبح الحدود بين الواقع والخيال ضبابية.
وقد يبدأ الشخص في رؤية، أو الشعور، أو إدراك ما يظنه هجمات، أو ظلالًا، أو قوى خارجية.
لكن الحقيقة… أنها ليست سوى أجزاء من نفسه.
أجزاء منسية، مجروحة، مرفوضة.
ذكريات لم يجرؤ على احتضانها بالحب.
وكلما صدّقنا بوجود هذه القوى الخارجية، زادت قوتها علينا.
وكلما اعتبرنا أنفسنا ضحايا، انخفض ترددنا الطاقي.
وكلما انخفض، أصبحت “الواقع الوهمي” أكثر واقعية في أعيننا.
وهنا يظهر السؤال الحقيقي:
لماذا ما زلت بحاجة إلى أن أعيش هذا الوهم؟
لماذا ما زلت أحتاج أن أرى نفسي من خلال الخوف، أو العدوان، أو الحاجة للدفاع عن نفسي؟
عندما فهمت ذلك، حدث بداخلي نوع من السلام.
توقفت عن محاولة الحماية.
وبدأت في الاحتضان.
ليس للآخرين…
بل لنفسي.
ومن هنا بدأ كل شيء يتغير.
ما كنت أراه هجومًا أصبح رسالة.
وما كنت أهرب منه، أصبح جزءًا مني يطلب أن يُحب.
وتعرفون ماذا؟
عندما بدأت أحب هذه الأجزاء، ولم أعد أخاف منها…
اختفت.
لم يعد لها سبب للوجود، لأنها كانت مجرد انعكاس لعالم داخلي كنت أرفض أن أراه جزءًا مني.
فإذا كنتم تشعرون بهذا النوع من العدوان، أو تشعرون أن طاقات خارجية تؤثر عليكم، تزعجكم، أو تستنزفكم…
أدعُوكم لطرح هذا السؤال بعمق:
ما الذي لم أجرؤ بعد على أن أحبه بداخلي، لكي يبدو لي ما يحدث خارجيًا مخيفًا، أو مرهِقًا، أو غريبًا؟
ولا تنسَ أبدا أن الحل يكمن في داخلك، يكمن في معرفة الذات فعند معرفة الذات تقوم بتفكيك جميع المشاكل الموجودة في داخلك وعند تفكيكها ستصل إلى الحل وستدمج الداخل و الخارج (العقل والقلب) وستتصل بالوعي الأعلى و تخؤج من عالم الإنفصال.
وإذا أردتم التعمق أكثر في هذا التأمل، أدعوكم لمشاهدة آخر فيديو لي على يوتيوب: السحر الأسود
مع كل حبي ونوري.
اترك تعليقا
You must be logged in to post a comment.